1

خطّارات المياه بأملن  » تراث إيكولوجي يُصارع من أجل البقاء »

بمجرد زيارة تفقدية لخطَّارات المياه بوادي تيزغت، والتي ستتطلب منك أزيد من ساعتين ذهابا واياب انطلاقا من دوار امي نتيزغت ، يتبين للزائر مدى وُعورة المسالك المؤدية لها وحجم المعاناة والاشغال التي تتطلبها الصيانة المستمرة لهذه المُنشئات الحيوية التي تُعتبر شرايين الحياة وسر وجود قريتي أنبدور وإمي نتيزغت بوادي أملن.
وتعرف الشبكة التحتية لهذه الخطَّارات، والتي يزيد عمقها على 14 متر، والمنظومة المائية التابعة لها، عِدّة إشكاليات تتمثل في عدم قدرة الساكنة المحلية على القيام بواجب الصيانة كلما يتطلب الامر، رغم قيامها بحملات محتشمة من حين لآخر لسد بعض الثقوب… وبالتالي تناسل وتكاثر التسربات المائية على طول خطَّارات عين تايارت ووادي تيغنام مُروراً بتِمشِّيرت والعين أُوكشتيم، وكلها مصادر للسيول المُغَذِّية لأسارو لإمداد إمي نتيزغت بالماء الشروب ومياه سقي تارﮔا، التي بدأ صبيبها في التناقص سنة بعد أخرى بعد ان كانت فيما مضى المزود الرئيسي لمركز تافراوت.
وأمام هذا الواقع، تجندت جمعية AIDECO وانبرت للترافع عن هذا الملف الحيوي محليا وإقليميا ودوليا، وكانت البداية سنة 2008، حيث تعاملت في إطار شراكة مع « منظمة مُهندسون بلا حدود » فرع بريطانيا، وهي منظمة غير حكومية أُسِّست من طرف الطلبة المهندسين ولازالت تُسيَّر من طرفهم، تنظم كل سنة عبر العالم مشاريع ذات أهداف تنموية دولية، تولت الاشراف على دراسة شاملة لإعادة إحياء الواحات بأملن وتنمية الإنتاجية الفلاحية والأنشطة الأساسية.
للقيام بذلك، قامت بتقديم اقتراحات لإعادة تأهيل المنظومة السقوية- خطارات وساقية- لأجل ترشيد استعمال المياه بالمجال ألفلاحي ل – تارﮔا إمي نتيزغت نموذجا – ورسمت خرائط لإقامة حواجز واقية من هجمات الخنازير، واقترحت حلولا عملية للحد من تسربات مياه الغسيل المُلوِّثة للواحة، مع القيام بتحليلات للتربة ووضع توصيات قصد الاستفادة منها.
كما تضمنت الدراسة التوصية للقيام بقياس الزيادة في الإنتاجية الفلاحية خلال سنة 2008 من خلال بحث ميداني، كما يتركز الاهتمام على السكان والقبيلة بصفة عامة ويعتبر المجال السياحي من المجالات المشار اليها والممكن توظيفها الى جانب المجال الفلاحي لخلق دورة اقتصادية مرتكزة على الغنى الثقافي والموروث الأيكولوجي والتاريخي للمنطقة ، الذي يضرب في عمق التاريخ ويميزها على العديد من المناطق وبجعلها محط اهتمام الباحثين من مختلف بقاع العالم.
هذا، وبعد إنجاز الشطر الاول من الدراسة التي دامت سنتين وثلاثة أشهر حضورية كل سنة:
– خلال سنة 2008: خصصت إمي نتيزغت كنموذج لدواوير أملن المزودة بمياه العيون،
– خلال سنة 2009 خصصت دوار إغالن كنموذج للدواوير المزودة بالآبار.
بقلم مولاي المصطفى النقراوي
(يتبع)
 
 
 
 
 
 
 
+2
 
 
 

vous pourriez aussi aimer

Les commentaires sont fermés, mais trackbacks Et les pingbacks sont ouverts.